وزنك على الميزان لا يعني مطلقا أنّك بدين! وإنما قياسات ملابسك هي التي تحدد ذلك. والسبب هو أنّ العضلات تزن أكثر من الدهون!
أي أنّ وزنك على الميزان لو كان ناتج عن اكتسابك للكتلة العضلية فهو لا يمثّل سمنة أو بدانة كما لو يكون الوزن ناتجا عن تراكم الدهون الزائدة في الجسم.
كيف تزن العضلات أكثر من الدهون؟
صحيح أنّ رطلاً من العضلات يزن نفس الوزن على الميزان كرطل من الدهون لكن الحجم يختلف تماماً ما بين هذا وذاك، كما لو أنّك نظرت إلى كيلو من المسامير وقارنت حجمه بكيلو من الريش ستجد المسامير مكوّمة بحيز صغير، في حين يتكدس الريش في حيز أكبر بكثير، وكذلك هي فكرة ثقل العضلات بالنسبة للدهون!
فكثافة العضلات أكبر بكثير من كثافة الدهون، ما يجعل العضلات تأخذ حجما أقل من كتلة مساوية لها من الدهون، دون حدوث انخفاض كبير في الوزن.
ونظرا للكثافة المنخفضة للدهون فهي تشغل حجما ومكانا أكبر لتخزينها في الجسم ما يتسبب في مظهر البدانة (بالإضافة إلى أمراض البدانة نتيجة زيادة الدهون في الجسم)، بعكس شخص آخر قد يزن نفس وزنك لكن جسمه يحتوى على عضلات أكثر ودهون أقل فيبدو رشيقاً متناسقاً يرتدي قياسات ملابس أصغر بكثير مما ترتدي أنت.
وهذا ما يفسّر ضرورة ممارسة الرياضة عند اتباع حمية إنقاص الوزن بهدف التخلص من الدهون واستبدالها بالعضلات.
كما وأنّ العضلات تحرق سعرات حرارية أكثر مما تحرق الدهون ما يساعد على إنقاص الوزن بشكل أفضل.
البدانة والدهون الزائدة
كلما زادت نسبة الدهون في الجسم، كلّما بدا الشخص أكثر بدانة، فرطل من الدهون يحتاج إلى حوالي أربعة أضعاف المساحة التي يحتاجها رطل من الأنسجة العضلية، ولذا قد يبدو الشكل والمظهر للشخص مختلف تماما عن نظيره الذي يزن نفس الوزن، لكنّ محتوى جسمه من العضلات أكبر من الشخص الأوّل، وهذا ما يفسّر سرّ المظهر المترهّل الذي قد يواكب كبار السن ممن لا يمارسون الرياضة بانتظام.
والسبب أنّ العضلات تميل إلى التقلّص مع التقدم في السن نظرا لبطء معدّل إصلاح خلايا العضلات المتضرّرة مع تقدم العمر عما كانت عليه في مراحل سابقة من الشباب، ولما يواكب كبر السن من انخفاض النشاط البدني الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض نسبة العضلات إلى نسبة الدهون كلما تقدم العمر.
مزايا العضلات
وجود العضلات يعزّز عمليّة الأيض في الجسم، ولذا يجب السعي لاكتساب العضلات بدلا من الدهون، فرطل من العضلات يحرق المزيد من السعرات الحراريّة في وقت الراحة عن رطل من الدهون، ما يعني أنه بعيدا عن التمرين وأنت جالس على الأريكة تشاهد التلفزيون سيتم حرق المزيد من السعرات الحرارية فقط من خلال وجود المزيد من العضلات بجسمك وهو ما لا يحدث لو أنّ هذه العضلات غير موجودة وجسمك يحمل دهونا زائدة بدلا منها.
كما أنّ وجود العضلات مهم جدا في تحسين كثافة العظام، ويساعد على وقاية كتلة العضلات ومنع فقدانها الذي يتواكب مع الشيخوخة، ما يسمح لك بالبقاء نشطا كلّما تقدمت في السن.
اكتساب العضلات
الرياضة المنتظمة كالركض وركوب الدراجات والمشي تحرق السعرات الحرارية وتوفّر الصحة والحيوية ما يساعد على إنقاص الوزن، بجانب الوقاية من أمراض القلب والضغط والسكري وغيرها من الأمراض. وقوة التدريب أمر مهم لبناء العضلات وليس بالضرورة أن يكون رفع الأوزان الثقيلة هو السبيل الوحيد لذلك، والذي تخشاه الكثير من النساء ظنا منهنّ أنّهنّ سيصبحن أكثر ضخامة.
لكنّ الحقيقة أنّ تدريب قوة وبناء العضلات يمكن أن يتمّ بأية أوزان حرة غير ثقيلة مثل علب المعلبات الغذائية أو زجاجة صغيرة من المياه المعدنية لمدة 3 أيّام أسبوعيّا، وهو ما يوفّر بناء كتلة عضلات جيدة.
رشاقة العضلات لا الوزن
لا تدع الميزان يشكّك في نجاحك في حميتك الغذائية ورياضتك المنتظمة، ولا تنظر للميزان بقدر اهتمامك بتغيّر مقاسات ملابسك، فالعضلات تزن أكثر من الدهون ما يعني أنّها تأخذ حجما أقلّ من الحجم الذي يأخذه نفس الوزن من الدهون، لذا احرص على اكتساب العضلات والتخلّص من الدهون الزائدة ومارس الرياضة المنتظمة وتمارين الأوزان الحرّة باستخدام زجاجة المياه المعدنية لتقوية وبناء كتلة العضلات بالتدريب، وستحصل على جسد متناسق رشيق كلما أحللت العضلات مكان الدهون ما يفيد جسمك في حرق المزيد من السعرات الحرارية حتى لو كنت جالسا تشاهد التلفزيون على أريكتك.
منقول من موقع انا كيف

ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق