وقع خبر رحيل الممثل الأميركي الشهير روبن وليامز، صباح اليوم، كالصاعقة على رؤس محبّيه... فهو واحد من الممثلين الأميركيين الأكثر شعبية خاصة في العالم العربي، ربما لأنه كان يصنّف كممثل كوميدي، ذي ابتسامه مميّزة، فمن منا لا يذكر فيلم جومانجي؟ هذا الفيلم المفضّل لدى الأطفال في العالم، والذي حقق نجاحاً لا مثيل له عند عرضه في العالم العربي، حتى أن قنوات التلفزيون العربية كانت تتهافت على عرضه بعد ذلك. ولغاية اليوم، يجتمع أفراد العائلة معاً عند عرضه ليستمتعوا بمشاهدة تلك اللعبة الخيالية الخطيرة التي يقوم روبن وليامز بلعبها مع أصدقائه لتحوّل مخاوفهم إلى حقائق وينتصروا عليها بعد ذلك.
ولكن يبدو أن كل هذه التضحيات في فنه الذي يعشقه ولا يعرف سواه، وكل الضحكات التي رسمها على وجوه الناس حول العالم، قد استهلكته وامتصت طاقته كلها لتتركه منهكاً ومحطماً دون أن يشعر به أحد، حتى وُجد وليامز، البالغ من العمر 63 عاماً، والذي حصد إعجاب النقاد بأعماله الفني العديدة ومحبة الجمهور لأدواره المركّبة والصعبة والكوميدية، تمّ العثور عليه وهو فاقد للوعي ولا يتنفس في منزله الكائن في كاليفورنيا، وأشارت تقارير صحفية أولية إلى أن سبب الوفاة هو إقدامه على الإنتحار، خاصة وأنه كان يعاني من اكتئاب حاد في الفترة الأخيرة.
وقالت سوزان شنايدر، زوجة وليام في بيان: "هذا الصباح، فقدت زوجي وأفضل صديق لي بينما فقد العالم واحداً من أكثر الفنانين المحبوبين". في حين علّقت مارا بوكسبوم الوكيلة الإعلامية للممثل الراحل أن وليامز، الفائز بجائزة أوسكار عام 1997، كان يعاني من اكتئاب حاد في الآونة الأخيرة"، إذ كان وليامز، الذي عانى في الماضي من الإدمان، قد دخل إلى مركز إعادة تأهيل في مينيسوتا الشهر الماضي لمساعدته في الحفاظ على اتزانه النفسي.
وقد نعى الرئيس الأميركي باراك أوباما الممثل الشهير وقال في بيان: "روبن وليامز كان طياراً وطبيباً وجنياً وجليسة أطفال ورئيس دولة وأستاذاً جامعياً وبيتر بان وكل شيء بين هؤلاء... لكنه كان فريداً من نوعه". وأضاف الرئيس الأميركي في بيانه: "وصل روبن في حياتنا باعتباره غريباً، ولكن انتهى به المطاف ولمس كل عنصر من عناصر الروح البشرية. قدم لنا الضحك... قدم لنا البكاء... أعطى موهبته بكم لا يقدر ولا يحصى وبحرية وبسخاء لأولئك الذين في أشد الحاجة إليها... من قواتنا المرابطة في الخارج للمهمشين في شوارعنا".
وقال المخرج ستيفن سبيلبرج في بيان: "روبن كان عاصفة رعدية للكوميديا العبقرية وضحكنا كان البرق الذي يصاحبه. كان صديقاً ولا استطيع تخيل أنه رحل".
ولد وليامز في 21 يوليو عام 1951 في ولاية شيكاغو، ودرس العلوم السياسية قبل أن يهجرها إلى دراسة المسرح، ومن ثم عمل في مسرح ليلي في تقديم العروض الكوميدية حتى تمّ قام بأداء دور Mork في مسلسل Mork & Mindy الذي استمر من العام 1978 إلى 1982.
بعد أن أثبت نفسه كممثل كوميدي موهوب، وبسبب ملامحه المرنة التي كان يتحكم فيها بشكل غير طبيعي، ظهر روبن وليامز للمرة الأولى في السينما في دور Popeye، البحّار الذي يتحوّل إلى بطل خارق عند تناوله السبانخ، وذلك عام 1989.
حتى في الأداء الصوتي، ظهر وليامز بصوت جني علاء الدين في الفيلم الكارتوني الأشهر عام 1992، ليتميز وسط جميع المؤدين.
الحقيقة أن وليامز كان يتماهى مع الدور الذي يلعبه بشكل غير طبيعي، وفي ظهوره الأخير في برنامج ديفيد ليترمان، قام بالتحدث بعدد ضخم من اللهجات والأصوات البشرية والحيوانية وحتى الفضائية واللغات الأمر الذي بهر ليترمان نفسه، وترك الجمهور عاجزاً عن النطق.
لم يكتفِ وليامز بالأدوار الكوميدية، فاتجه نحو الأدوار الدرامية لإثبات أنه ممثل شامل، ونجح فعلاً في ذلك حتى أنه ترشّح لثلاثة جوائز أوسكار أفضل ممثل عن أفلام: Good Morning، Vietnam، Dead Poets Society، The Fisher King. لكنه حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن فيلم Good Will Hunting.
من الأدوار المحفورة في ذاكرة الأطفال حول العالم دوره في فيلم Mrs. Doubtfire، والذي جسّد فيه دور أب لا يستطيع الإعتناء بأولاده بعد انفصاله عن والدتهم فيلجأ للتنكر في هيئة مربية عجوز تكشف له عن قدرات لم يكن يعلم أنه يمتلكها.
يقول عنه النقاد الأميركيون إنه كان شخصية كارتونية في جسد بشري، كان حرباء تتلوّن حسب الدور الذي يجسده حتى بالصوت وبنظرات العينين. وعلى الرغم من أنه حارب إدمان الكحول والمخدرات من قبل وعاد منتصراً، ومن كل هذه الإبتسامات، الضحكات، الأوقات الجميلة التي قضاها العديد في متابعة أفلامه، إلا أنه هذه المرة لم يستطع مقاومة الإكتئاب الذي سيطر عليه ودفعه لإنهاء حياته بنفسه.
منقول من موقع نواعم

ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق